وترك الاعتداد بها، من حيث ثبتت الألف فى «أب» ألا ترى أنّ الألف لا تثبت فى هذا الاسم إلاّ فى الإضافة (?)، نحو: رأيت أباك وأبا زيد، فلولا أنه فى تقدير الإضافة إلى الكاف، فى «لا أبا لك» لم تثبت الألف، وكذلك حكم اللام، فى قولك:

لا غلامى (?) لك، ولا غلامى لزيد، فالاعتداد بها، من حيث منعت «غلامين» التعرّف بالإضافة إلى المعرفة، وترك الاعتداد بها، من حيث حذفت نون «غلامين»، فلو لم يقدّروا إضافتهما لما حذفت النّون.

وممّا حذفت منه اللام قولهم: شكرت لزيد، ونصحت له، هذا هو الأصل فيهما، لأن التنزيل جاء به، فى قوله جلّ اسمه: {وَاُشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} (?) وقوله: {أَنِ اُشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ} (?) وقوله: {وَأَنْصَحُ لَكُمْ} (?) و {إِذا نَصَحُوا لِلّهِ وَرَسُولِهِ} (?) وجاء حذفها فى كلامهم نظما ونثرا، فمن النّظم قول النابغة (?):

نصحت بنى عوف فلم يتقبّلوا … رسولى ولم تنجح لديهم وسائلى

/وقول آخر:

سأشكر عمرا إن تراخت منيّتى … أيادى لم تمنن وإن هى جلّت (?)

نصب «أيادى» بتقدير حذف الخافض، أراد: على أياد، فلما حذف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015