كالحسّ والحسيس، ومعناهما المراقبة، فانتصابهما بتقدير أقسم، فكأنك قلت:

أقسم بمراقبتك الله، /ولما أضمرت أقسم، عدّيته بنفسه، لأن الفعل إذا كان يتعدّى بالخافض وأضمر، حذف الخافض، فوصل الفعل فنصب، كما قال:

أتيت بعبد الله فى القدّ موثقا … فهلاّ سعيدا ذا الخيانة والغدر (?)

وهذا قليل، لأن القياس أن لا يضمر ما يتعدّى بخافض (?).

والقول الآخر: أنّ معنى القعد والقعيد: الرّقيب الحفيظ، من قوله تعالى:

{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ} (?) أى رقيب (?) وحفيظ، فقعد وقعيد فى هذا القول، كخلّ وخليل، وندّ ونديد، وشبه وشبيه، وإذا كان كذلك فهما من صفات القديم سبحانه وتعالى، فهو الرّقيب الحفيظ، فإذا قلت: قعدك الله وقعيدك الله، على هذا المعنى (?)، نصبت اسم الله على البدل.

قد انتهى القول فى حذف الفعل، للدلالة عليه، ويليه حذف الفعل مع «أمّا» وهو القسم الرابع.

حذفوا الفعل مع «أمّا» فيما حكاه سيبويه (?) من قولهم: أمّا أنت منطلقا انطلقت معك، وأمّا زيد ذاهبا ذهبت معه، أى لأن كان ذاهبا ذهبت معه، قال عباس بن مرداس:

أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر … فإنّ قومى لم تأكلهم الضّبع (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015