اسم مبتدأ مسند إليه خبر، فتقول على هذا: يا زيد الطويل، فتصفه بالمرفوع رفعا صريحا، لما ذكرته لك، وإن شئت الطويل، تنصبه، كما نصب جرير صفة عمر، فى قوله يمدح عمر بن عبد العزيز:

يعود الفضل منك على قريش … وتفرج عنهم الكرب الشّدادا (?)

وتبنى المجد يا عمر بن ليلى … وتكفى الممحل السّنة الجمادا

فما كعب بن مامة وابن سعدى … بأجود منك يا عمر الجوادا

كان كعب بن مامة الإيادىّ، وأوس بن حارثة بن لام الطائىّ، وأمّه سعدى، من سادات أجواد العرب فى الجاهلية.

وقوله: «وأي من أضمرت» نصب على المصدر، لأن المعنى: إى وأى من أضمر الوفاء، أى عدى عدة وفيّة.

وهذا البيت والذى قبله من الأبيات المصنوعة لرياضة المبتدئين، لا تزال تداولها ألسن الممتحنين.

وإنما قال: «من أضمرت» فأنّث، لأن «من» لفظة موغلة/فى الإبهام، تقع لشدّة إبهامها على الواحد المذكّر والمؤنّث، وعلى الاثنين، وعلى الجماعة ذكورا، والجماعة إناثا، فعود الضمير إليها مفردا مذكّرا حمل على اللفظ، وعوده مؤنّثا أو مثنّى أو مجموعا، على المعنى، فعلى المعنى قال: «وأي من أضمرت» كأنه قال:

وأي امرأة أضمرت، وجاء على التثنية قول الفرزدق (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015