فأمّا القتال لا قتال لديكم

حذفها من قول بشر بن أبى خازم (?):

وأمّا بنو عامر بالنّسار … غداة لقوا القوم كانوا نعاما

ومع هذا التشديد فى حذف الفاء من جواب «أمّا» قد جاء حذفها فى التنزيل، ولكنه حذف كلا حذف، وإنما حسّن ذلك حتى جعله كطريق مهيع (?)، حذفها مع ما اتصلت به من القول، لأن القول قد كثر حذفه (?) فى التنزيل، لأنه جار فى/حذفه مجرى المنطوق به، فمن ذلك قوله: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ} (?) أى يقولون سلام عليكم، ومثله: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا} (?) أى يقولان (?) ربّنا تقبّل منا، ومثله:

{وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا} (?) والآية التى ورد فيها حذف الفاء قوله: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ} (?) التقدير: فيقال لهم: أكفرتم بعد (?) [إيمانكم] فحذفها هاهنا من أحسن الحذوف، وأجراها فى ميدان البلاغة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015