جاء فى التنزيل: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} (?) والفاء لا يجاب بها الخبر الموجب إلا فى ضرورة شعر، كقوله:
سأترك منزلى لبنى تميم … وألحق بالحجاز فأستريحا (?)
ويقوّى ذلك أنك لو قلت: ليت لى مالا، لما عورضت بتصديق ولا تكذيب، فقد خرج التمنّى عن حيّز الخبر بهذين.
ومن التمنّى قوله تعالى، حاكيا عن الكفار: {فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (?) /فالنصب فى قوله: {فَنَكُونَ} يحتمل وجهين، أحدهما: أن يجعل {فَنَكُونَ} جوابا مثل {فَأَفُوزَ} (?) والآخر أن يكون معطوفا على المصدر الذى هو {كَرَّةً} كأنه قيل: فلو أنّ لنا أن نكرّ إلى الدنيا فنكون من المؤمنين، ومثل ذلك فى عطف الفعل المنصوب بأن مضمرة، على مصدر، قول امرأة أعرابية (?) من نساء معاوية، اشتاقت أهلها:
للبس عباءة وتقرّ عينى … أحبّ إلىّ من لبس الشّفوف
الشّفوف: الثّياب الرّقاق، واحدها شفّ، وإنما أضمروا فى هذا النحو