الأمر، الذى جاء بلفظ الخبر، فهو محمول على المعنى، ودلّ على ذلك أيضا أنه فى حرف (?) عبد الله: (آمنوا وجاهدوا).
وقال غير أبى العباس: {تُؤْمِنُونَ} {وَتُجاهِدُونَ} عطف بيان على ما قبله، كأنه لما قال: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ} لم يدر ما التّجارة، فبيّنها بالإيمان والجهاد، فعلم بذلك أن المراد بها الإيمان والجهاد، فيكون {يَغْفِرْ لَكُمْ} على هذا جواب الاستفهام، فهو محمول على المعنى، لأن المعنى: هل تؤمنون وتجاهدون يغفر لكم، لأن التجارة لمّا بيّنت بالإيمان والجهاد، صار {تُؤْمِنُونَ} {وَتُجاهِدُونَ} كأنهما قد وقعا بعد «هل» فحمل {يَغْفِرْ لَكُمْ} {وَيُدْخِلْكُمْ} على هذا المعنى.
وقال الفرّاء (?) {يَغْفِرْ} جواب الاستفهام. فإن كان مراده (?) المعنى الذى ذكرته فهو حسن، وقد كان يجب عليه أن يوضّح مراده، وإن كان أراد أن قوله: {يَغْفِرْ} جواب لظاهر قوله: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ} فذلك غير جائز، لأن الدلالة على الإيمان والجهاد لا تجب بها المغفرة وإدخال الجنات، وإنما يجبان بالقبول (?) والعمل.
ومما جاء فيه لفظ الخبر بمعنى الإغراء، قول عمر رضوان الله عليه (?): «أيّها الناس