رفع الأب الثانى على الإبدال من الأول، ورفع «أربد» بدلا من الثانى، وقوله:
«أحلّك فى المخازى حيث حلاّ» خبر عن الأوّل، ولم يكفه هذا التكرير للتوكيد، حتى زاد فى توكيده، فقال: «غير شكّ» وأجازوا فيه أن يكون الأب الثانى خبرا عن الأول، كقول العجلىّ (?):
أنا أبو النّجم وشعرى شعرى
أى شعرى شعرى الذى قد سمعتم به، ونحوه قول الآخر:
إذ الناس ناس والبلاد بلاد (?)
فعلى هذا يكون المعنى: أبوك أبوك الذى شاعت مخازيه، والمخازى: جمع مخزاة، وهى كلّ فعل قبيح، يخزى فاعله، أى يعرّضه للخزى، وهو الطّرد والمقت، ويقال منه: أخزاه الله.
وقوله: «غير شكّ» أى حقّا (?)، كأنه قال: لا شكّا، أى لا أشكّ شكّا.
ومن تكرير الجملة قول عنترة (?):
أبينا أبينا أن تضبّ لثاتكم … على مرشقات كالظّباء عواطيا
اللّثة: لحم الأسنان، وتضبّ: تسيل من الشّهوة، يقال: ضبّ فوه يضبّ،