وهو مجلس يوم السبت، ثامن شهر ربيع الأول، من سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة.
قالت الخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو بن الشّريد السّلمية، تبكى من هلك من قومها، وتفتخر بهم:
تعرّقنى الدهر نهسا وحزّا … وأوجعنى الدهر قرعا وغمزا (?)
وأفنى رجالى فبادوا معا … فأصبح قلبى بهم مستفزّا
كأن لم يكونوا حمى يتّقى … إذ الناس إذ ذاك من عزّ بزّا
وكانوا سراة بنى مالك … وزين العشيرة فخرا وعزّا
وهم فى القديم سراة الأدي … م والكائنون من الخوف حرزا
وهم منعوا جارهم والنّسا … ء يحفز أحشاءها الخوف حفزا
غداة لقوهم بملمومة … رداح تغادر للأرض ركزا
ببيض الصّفاح وسمر الرّماح … فبالبيض ضربا وبالسّمر وخزا
وخيل تكدّس بالدارعين … وتحت العجاجة يجمزن جمزا
جززنا نواصى فرسانها … وكانوا يظنّون أن لا تحزّا