فإنما هو حين حين، و «لا» بمنزلة «ما» إذا ألغيت.

قال أبو سعيد: جئت بغير شيء، إنما يراد به جئت خاليا من (?) شيء معك، وهذا معنى قوله: رائقا، لأن الرائق هو الخالى، واشتقاقه من راق الشّراب: إذا صفا، كأنه جاء ولم يعلق به شيء.

وقوله: «حين لا حين محن» حين منصوب بلا، كقولك: لا مثل زيد، ولا غلام امرأة، وخبره محذوف، التقدير [حين (?)] لا حين محنّ لنا (?)، و «حين» الأول مضاف إلى الجملة، التى هى لا حين محنّ لنا، كما تضاف أسماء الزمان إلى الجمل.

وأما قول جرير: «حين لا حين» فحين الأول مضاف إلى الثانى، وفصلت «لا» بين الخافض والمخفوض، كفصلها فى: جئت بلا شيء، كأنه قال: حين لا حين فيه لهو ولعب، أو نحو ذلك من الإضمار، لأن المشيب يمنع من اللهو واللّعب.

قال سيبويه (?): واعلم أن المعارف لا تجرى مجرى النكرات فى هذا الباب، لأن «لا» لا تعمل فى معرفة، فأما قول الشاعر:

لا هيثم اللّيلة للمطىّ (?)

فإنه جعله نكرة، أراد لا مثل هيثم، وقال ابن الزّبير (?) الأسدىّ:

أرى الحاجات عند أبى خبيب … نكدن ولا أميّة فى البلاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015