على أن جعله جمع لهاة، على حدّ حصاة وحصى، وأضافه إلى «المنايا» ورفعه بإسناد «وجدت» إليه، فاستعار للمنايا لهوات، على معنى [أنها (?)] كشىء يبتلع الناس، والمراد أفواه المنايا، ولكنه استعمل اللهاة فى موضع الأفواه، لمجاورة اللهاة للفم، وهذا قول محتمل لو كان مرادا للشاعر، وهو لعمر الله يشبه طريقته فى الاستعارات، وإذا لم يكن مرادا له، حملت «لها» على ما تزيده العرب مبالغة فى التبيين، وإن كان الكلام مستغنيا عنه، كقولك: ما وجدت لى إليك طريقا، فقولك «لى» زيادة، ومثله قول محمد بن يزيد الأموىّ:

فلا قدرت عليك يد اللّيالى … ولا وجدت إليك لها سبيلا

وقد جاء فى بيت للشّمّاخ ما هو أنفر من هذا، وذلك قوله (?):

وكنت إذا لاقيتها كان سرّنا … لنا بيننا مثل الشّواء الملهوج (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015