وقد وجدت لأبى جعفر الطبرى كلاما شبيها بهذا الذى ذكره ابن الشجرى، قال (?): «وغير جائز إبطال حرف كان دليلا على معنى فى الكلام».
وقد حكى البغدادى رأى ابن الشجرى هذا، وتعقبه فى كلام طويل، اشتمل على فوائد جمة (?).
41 - قوّى ابن الشجرى (?) قراءة ابن كثير: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} قال:
وقد جاء حذف النون وإبقاء اللام فى قراءة ابن كثير: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} وحذف النون هاهنا حسن، لأن نون التوكيد تخلص الفعل للاستقبال، والله تعالى أراد الإقسام فى الحال، كقولك: والله لأخرج، تريد بذلك خروجا أنت فيه، ولو قلت: لأخرجن، أردت خروجا متوقعا.
وابن الشجرى فيما ذكره من أن حذف النون هاهنا حسن، قد خالف ابن جنى، الذى ذكر أن حذف النون هنا ضعيف خبيث (?).
42 - روى ابن الشجرى (?) قول الشاعر:
فألفيته غير مستعتب … ولا ذاكر الله إلا قليلا
بجرّ «ذاكر»، قال: عطف نكرة على نكرة مجرورة بإضافة «غير» إليها.
وقال البغدادى (?): «روى بنصب «ذاكر» وجره، فالنصب للعطف على «غير»، وقال بعض فضلاء العجم فى شرح أبيات المفصل: نصب «ذاكرا» على أن «لا» بمعنى «غير» وقد تعذر فيها الإعراب، فأعرب ما بعدها، كما فى نحو:
جاءنى رجل لا عالم ولا عاقل اه والجر للعطف على «مستعتب» و «لا» لتأكيد النفى المستفاد من «غير» وعلى هذه الرواية اقتصر ابن الشجرى» ثم حكى تمام كلامه.