وهذا البيت انفرد الأصمعىّ (?) بروايته، وروى «حرام» مكسور الميم، ولو رواه بضمها على الإقواء (?) كان أحبّ إلىّ، وقال أبو حاتم فى تعليل الكسر فيه: أخرج «حرام» مخرج كفاف، من قول الراجز (?):
يا ليت حظّى من جداك الضّافى … والفضل أن تتركنى كفاف
عدل (?) كفاف عن كاف، وإن شئت قدّرتها معدولة عن التّركة الكافّة. انتهى كلامه.
قال أدام الله نعمته (?): حرام لا يتأتّى فيها العدل عن فاعل أو فاعلة، كما تأتّى ذلك فى كفاف، وكفاف قد اتّسع استعمالها فى الشعر القديم، وقد ورد فى أشعار المتأخّرين، كقول أبى العلاء المعرّىّ، فى ابتداء مرثية أبى أحمد الموسوىّ والد المرتضى والرّضىّ:
أودى فليت الحادثات كفاف … مال المسيف وعنبر المستاف (?)
المسيف: الذى ذهب ماله (?)، والمستاف مفتعل من السّوف، وهو الشّمّ.