وقد روى ابن الشجرى أشعارا فى الهجاء لبعض الشعراء المغمورين فى عصره (?).
وتعدّ شروح ابن الشجرى لما عرض له من شعر المتنبى (?) إضافة جيّدة لفهم هذا الشاعر العظيم، وإلقاء الضوء على المفاهيم الأدبية فى ذلك العصر، ثم تكشف هذه الشروح أيضا عن مشاركة النحاة فى توجيه الدراسات الأدبية، فلم يكن النحويون الأوائل بمعزل عن هذه الدراسات، كما يفهم بعض الدراسين. . . . وهذا حديث طويل.
عالج ابن الشجرى فى «أماليه» مسائل من العروض والقوافى (?)، ولعله قد درس هذا الفنّ على شيخه التّبريزى، الذى عرف بالاشتغال به، وله فيه مصنّف شهير، هو «الكافى فى العروض والقوافى»، ولم يسند ابن الشجرى شيئا ممّا عالجه فى العروض والقوافى إلى التّبريزى، ولكنى رأيت له كلاما فى الزّحاف، كأنه سلخه من كلام أستاذه، وذلك قوله (?): «وقد قيل: ربّ زحاف أطيب فى الذوق من الأصل»، فهذا من قول التّبريزى فى كتابه الكافى (?): «وربما كان الزحاف فى الذوق أطيب من الأصل»، إلا إن كانت هذه العبارة أقدم من التّبريزى.
وتمثّل بعض شواهد ابن الشجرى التى ساقها فيما عالج به مسائل القافية، إضافة لشواهد هذا الفن، ومن ذلك أنه ذكر شواهد كثيرة على الإكفاء (?)، ومن هذه الشواهد واحد لم أجده فيما بين يدىّ من كتب القوافى المطبوعة، وهو:
يا ريّها اليوم على مبين … على مبين جرد القصيم