وهذا بيان تلك الفنون من «الأمالى»، وقد سبق الكلام على النحو والصرف، إذ كان مبنى الدراسة عليهما.
لعلّ هذا الفنّ أهمّ الفنون التى عالجها ابن الشجرى بعد النحو والصرف، فقد احتفل احتفالا زائدا باللغة: دلالة واشتقاقا، فلم يدع لفظا غريبا أو دون الغريب، فى شاهد من الشواهد إلا عرض له بالشرح والبيان، ناقلا عن أئمة اللغة، كأبى زيد والأصمعى وابن السكيت (?) وابن قتيبة وابن دريد وابن فارس، ومن إليهم.
ولم يقف ابن الشجرى عند حدود الحكاية والنقل، بل صحح بعض اللغات وقوّاها، ووفّق بين آراء اللغويين فيما يبدو متعارضا (?)، وفرّق بين ما يبدو مترادفا (?)، وتعقب بعض علماء اللغة (?).
وقد عرض ابن الشجرى لقضايا وظواهر لغوية كثيرة، كالمشترك اللفظى (?)، وتركّب اللغات وتداخلها (?)، ولغة العامة (?)، ولهجات القبائل (?)، والأصوات ومخارج الحروف (?)، وتطور دلالات الألفاظ (?).