الأنبارى، وحكى ابن خلكان فى ترجمة ابن الشجرى، قال: «وذكره الحافظ أبو سعد السمعانى فى كتاب الذيل (?)، وقال: اجتمعنا فى دار الوزير أبى القاسم على بن طراد الزينبى وقت قراءتى عليه الحديث، وعلقت عنه شيئا من الشعر فى المدرسة، ثم مضيت إليه وقرأت عليه جزءا من أمالى أبى العباس ثعلب النحوى».
أما الإمام الزمخشرى، فقد ذكر أبو البركات الأنبارى فى ترجمته (?)، قال:
«وقدم إلى بغداد للحج، فجاءه شيخنا الشريف ابن الشجرى، مهنئا له بقدومه، فلما جالسه أنشده الشريف، فقال:
كانت مساءلة الركبان تخبرنى … عن أحمد بن دواد أطيب الخبر (?)
حتى التقينا فلا والله ما سمعت … أذنى بأحسن ممّا قد رأى بصرى
وأنشده أيضا:
وأستكثر الأخبار قبل لقائه … فلما التقينا صغّر الخبر الخبر (?)
وأثنى عليه، ولم ينطق الزمخشرى حتى فرغ الشريف من كلامه، فلما فرغ، شكر الشريف وعظّمه وتصاغر له، وقال: إن زيد الخيل دخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فحين بصر بالنبى صلّى الله عليه وسلم رفع صوته بالشهادة، فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلم:
«يا زيد الخيل، كل رجل وصف لى وجدته دون الصفة، إلا أنت، فإنك فوق ما وصفت»، وكذلك أنت يا أيها الشريف (?)، ودعا له وأثنى عليه. قال:
فتعجب الحاضرون من كلامهما، لأن الخبر كان أليق بالشريف، والشعر أليق بالزمخشرى».