يكن عوض، وينشدون قول طرفة:
ألا أيّ هذا الزّاجرى أحضر الوغا … وأن أشهد اللذّات هل أنت مخلدى (?)
بنصب «أحضر»، وعلى مذهبهم قال أبو الطيّب:
بيضاء يمنعها تكلّم دلّها … تيها ويمنعها الحياء تميسا (?)
والمراد بتصغير الظروف تقريب الأوقات والأماكن، كقولك: خرجت قبيل الظّهر، وبعيد المغرب، وقعدت دوين الحائط، كما قال ذو القروح، يصف ذنب فرسه:
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل (?)
الضّافى: السّابغ. والأعزل من الأذناب: الذى يميل يمنة أو يسرة.
فإن قيل: لم كان حذف «أن» اضطرارا فى قوله: «قبيل أفقدها»، وظاهر أمر «قبل وبعد» أنهما ظرفا زمان، فهلاّ أضيفا إلى الفعل بغير تقدير «أن» كسائر أسماء الزمان؟
فالجواب: أنّ المكان أحقّ بهما من الزمان، وقد أوضح حالهما أبو سعيد السّيرافىّ، فى شرح الكتاب، فى قوله: إنّ «قبل وبعد» غير متمكّنين، فلا يرفعان، ولا يجوز: سير قبلك، والذى منعهما من التصرّف والرفع أنهما ليسا باسمين لشيء من الأوقات، كالليل والنهار، والساعة والظّهر والعصر، وإنما استعملا فى الوقت للدّلالة على التقديم والتأخير. يعنى أنك إذا قلت: جئت قبل زيد، أردت