{الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ} (?) قال: {وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ} فى موضع خفض، عطف على {الْمُؤْمِنِينَ}، ولا يحسن عطفه على {الْمُطَّوِّعِينَ}؛ لأنه لم يتمّ اسما بعد؛ لأنّ {فَيَسْخَرُونَ} عطف على {يَلْمِزُونَ} هكذا ذكر النّحاس فى الإعراب له، وهو عندى وهم (?). انتهى كلامه.

يعنى أنّ النّحاس ذكر أن قوله (?): {وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ} عطف على {الْمُطَّوِّعِينَ} ومنع هو من هذا؛ لأن {الْمُطَّوِّعِينَ} بزعمه لم تتمّ صلته، وليس الأمر على ما قال، بل صلة الألف واللام من {الْمُطَّوِّعِينَ} آخرها قوله: {فِي الصَّدَقاتِ}، واحتجّ بأنّ {الْمُطَّوِّعِينَ} لم تتمّ صلته بعطف {فَيَسْخَرُونَ} على {يَلْمِزُونَ} وأىّ حجّة فى هذا، و {يَلْمِزُونَ} قبل {الْمُطَّوِّعِينَ}؟ وزعم أن {الَّذِينَ لا يَجِدُونَ} عطف على {الْمُؤْمِنِينَ}، وهذا غير صحيح؛ لأن تقدير الكلام على قوله: يلمزون من تطوّع من المؤمنين، ومن الذين لا يجدون إلاّ جهدهم، فيكون الذين لا يجدون إلاّ جهدهم غير مؤمنين؛ لأنّ المعطوف يلزمه أن يكون غير المعطوف عليه، تقول: جاءنى أصحابك والرجال النّصارى، فيكون النّصارى غير أصحابه، وجاءنى الرجال النصارى وأصحابك، فيكون أصحابه غير نصارى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015