المجلس الحادى والثمانون
يتضمّن ذكر ما لم نذكره من زلاّت مكّىّ
فمن ذلك غلطه فى قوله تعالى، فى سورة الأنعام: {وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (?) قال: من قرأ بالتاء ونصب ال {سَبِيلُ} جعل التاء علامة خطاب واستقبال، وأضمر اسم النبىّ فى الفعل.
ومن قرأ بالتاء ورفع ال {سَبِيلُ} جعل التاء علامة تأنيث واستقبال، ولا ضمير فى الفعل، ورفع ال {سَبِيلُ} بفعله. حكى سيبويه (?): استبان الشىء، واستبنته أنا.
فأمّا من قرأ بالياء ورفع ال {سَبِيلُ} فإنّه ذكّر ال {سَبِيلُ} لأنه ممّا يذكّر ويؤنّث (?)، ورفعه بفعله.
ومن قرأ بالتاء (?) ونصب ال {رَحِيمٌ} أضمر اسم النبىّ عليه السّلام فى الفعل، ونصب ال {سَبِيلُ} لأنه مفعول به، واللام فى {لِتَسْتَبِينَ} متعلّقة بفعل محذوف، تقديره: ولتستبين سبيل المجرمين فصّلناها (?). انتهى كلامه.