فصل

الأفعال التى تقع بعدها «أن» ثلاثة أضرب: ضرب قد ثبت فى النفوس واستقرّ، وهو علمت وأيقنت، ورأيت فى معنى علمت.

وضرب بعكس هذا، نحو طمعت وخفت واشتهيت.

وضرب متوسّط بينهما، وهو حسبت وخلت وظننت.

فالضّرب الأول: لا يقع بعده إلاّ الثّقيلة والمخفّفة منها؛ لأن التوكيد إنما يقتضيه ما ثبت فى النفوس واستقرّ.

والضّرب الثانى: لا يقع بعده إلاّ المصدريّة، تقول: طمعت أن تزورنى، وخفت أن تهجرنى، واشتهيت أن تواصلنى، وفى التنزيل: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي} (?)، وفيه: {وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} (?).

والضرب الثالث: يقع بعده المخفّفة والمصدريّة، كما جاء فى التنزيل: {وَحَسِبُوا أَلاّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} (?) قرئ برفع {تَكُونَ} ونصبها.

وقد جاءت المخفّفة من الثقيلة بعد الخوف، فى قول أبى محجن الثّقفىّ:

إذا متّ فادفنّى إلى أصل كرمة … تروّى عظامى بعد موتى عروقها (?)

ولا تدفننّى بالفلاة فإنّنى … أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها

وقد جاءت الثقيلة بعد الخوف فى قول الآخر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015