إلاّ مكرّرة، أو يكون معها ما يقوم مقام التكرير، كقولك: إما أن تتحدّث بالصّدق وإلاّ فاسكت، وإمّا أن تزورنى أو أزورك، وهذا معدوم فى البيت.
والثانى: أنّ مجىء الفاء فى قوله: «فلن يعدما» يدلّ على أنّ «إن» شرطيّة؛ لأنّ الشرطيّة تجاب بالفاء. و «إمّا» لا تقتضى وقوع الفاء بعدها، ولا يجوز ذلك فيها، تقول: إمّا تزورنى وإما أزورك، ولا يجوز: وإمّا فأزورك، فبهذين كان قول الأصمعىّ عندى أصوب القولين.
وكذلك اختلفوا فى قول دريد بن الصّمّة (?):
لقد كذبتك عينك فاكذبنها … فإن جزعا وإن إجمال صبر
قال سيبويه (?): فهذا على «إمّا» ولا يكون على «إن» التى للشّرط؛ لأنها لو كانت للشّرط لاحتيج إلى جواب؛ لأنّ جواب «إن» إذا لحقتها الفاء لا يكون إلاّ بعدها، فإن لم تلحقها الفاء فقلت: أكرمك إن زرتنى، سدّ ما تقدّم على حرف الشّرط مسدّ الجواب، ولو ألحقت الفاء فقلت: أكرمك فإن زرتنى، لم يسدّ أكرمك مسدّ جواب الشّرط، فلا بدّ أن تقول: أكرمك فإن زرتنى زدت فى إكرامك، أو ما أشبه هذا، فلذلك بطل أن يكون قوله: «فإن جزعا» على معنى الشّرط، وحملت «إن» على معنى «إمّا»، وحذفت «ما» للضرورة، والمعنى: فإن ما جزعت جزعا، وإمّا أجملت إجمال صبر.
وقال غير سيبويه: هو على «إن» التى للشّرط، والجواب محذوف، فكأنه