وهو قول الكسائىّ، وأبى العباس المبرّد، ووافق الفرّاء (?) فى قوله سيبويه.

ولك فى «إن» إذا كانت نافية ثلاثة أوجه: أحدها ألاّ تأتى بعدها بحرف إيجاب، كقولك: إن زيد قائم، إن أقوم معك، كما قال تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا} (?)، وقال: {وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} (?) اللام فى {لَئِنْ} مؤذنة بالقسم، وقوله: {إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} جواب القسم المقدّر. وقال تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ} (?) أى ما أدرى. فأمّا قوله: {وَلَقَدْ مَكَّنّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنّاكُمْ فِيهِ} (?) ففى «إن» قولان، أحدهما أنها نافية، و «ما» بمعنى الذى، فالتقدير: مكّنّاهم فى الذى ما مكّنّاكم فيه.

والقول الآخر: أنّ «إن» زائدة، فالتقدير: مكّنّاهم فى الذى مكّنّاكم فيه، والوجه هو القول الأوّل، بدلالة قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} (?).

والثانى من أوجهها الثلاثة: أن تأتى بعدها بإلاّ فاصلة بين الجز أين فتجعل الكلام موجبا، كقولك: إن زيد إلاّ قائم، وإن خرج إلاّ أخوك، وإن لقيت إلاّ زيدا، كما قال تعالى: {إِنِ الْكافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ} (?) و {إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاّئِي وَلَدْنَهُمْ} (?) و {إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ} (?) و {إِنْ يَقُولُونَ إِلاّ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015