/ مسألة

إن قيل: لم استتر ضمير الواحد المذكّر فى قم ونحوه، وبرز ضمير الأنثى والاثنين والجماعة؟

فالجواب: أنّ الفعل لا بدّله بقضيّة العقل من فاعل، ولا يقتضى العقل أن الفاعل لا بدّ أن يكون مؤنّثا، أو لا بدّ أن يكون مثنّى، أو لا بدّ أن يكون مجموعا، كما أنه لا يقتضى وجوب تذكير الفاعل مع كونه واحدا، فوجب لذلك الفرق بين هذه المعانى بعلامات تختصّ كلّ علامة منها بمعنى، ولمّا لزمهم الفرق، وكان التذكير أصلا للتأنيث، والواحد أصلا لجميع الأعداد، جعلت العلامة للمعنى الطارئ، ليدلّ تغيّر اللفظ على تغيّر المعنى، ولمّا تميّزت الفروع بعلامات، فقيل: قومى وقوما، وقوموا، وقمن، تميّز الأصل بقوله: قم؛ لأنّ عدم العلامة فى الأصل علامة له.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015