وتسمّى هذه الفاء معلّقة، كأنها تعلّق الفعل المؤخّر بالاسم المقدّم، وكأنها هنا شبيهة بالزائد، ويدلّ على أن العامل هو هذا الفعل قولك: بزيد فامرر، لو لم تكن معلّقة بامرر هذا لم يجز؛ لأنه لا بدّ للباء من شيء تتعلّق به، ولو علّقتها بفعل آخر لاحتجت لهذا الفعل إلى باء أخرى (?). انتهى كلامه.
وأقول: إنها زائدة لا محالة فى قوله تعالى: {وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (?)؛ لأنك إن لم تحكم بزيادتها أدّى ذلك إلى دخول الواو العاطفة عليها وهى عاطفة، وكذلك «ثمّ» زائدة فى قول زهير (?):
أرانى إذا ما بتّ بتّ على هوى … فثمّ إذا أصبحت أصبحت غاديا
قال الفراء: ألم نشرح (?) صدرك: ألم نليّن قلبك، {وَوَضَعْنا عَنْكَ}