وأقول: إنّ هذا الفنّ متّسع فى كلام العرب، يقدّرون للثانى ما يصلح حمله عليه، ولا يخرج به عن المراد بالأوّل، فيقدّرون فى قوله:

يا ليت زوجك قد غدا … متقلّدا سيفا ورمحا

/وحاملا رمحا، كما قدّروا (?) فى قوله:

علفتها تبنا وماء باردا

وسقيتها.

وقد قيل فى قول الله سبحانه: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ} (?) إنّ المعنى: وأحبّوا الإيمان، وكذلك يقدّر فى قول المتنبّى (?):

ذات فرع كأنّما ضرب العن‍ … بر فيه بماء ورد وعود

ودخان عود؛ لأن العود لا ماء له، وكذلك قوله (?):

وقد كان يدنى مجلسى من سمائه … أحادث فيها (?) بدرها والكواكبا

من قال: إنه أراد بالكواكب خصال سيف الدولة، كما قال (?):

أقلّب منه طرفى فى سماء … وإن طلعت كواكبها خصالا

فلا بدّ من تقدير فعل ينصب الكواكب؛ لأنّ الخصال لا توصف بالمحادثة، وتقديره: وأستضىء الكواكب، أى أستفيد من فضائله، وأقتبس من محاسنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015