وفى رفعها قولان آخران، حكاهما سيبويه، أحدهما عن يونس: وهو أنه علّق عنها {لَنَنْزِعَنَّ} فرفعها بالابتداء، و {أَشَدُّ} خبرها، كما ارتفعت فى قوله تعالى:

{وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً} (?) والخليل وسيبويه منعا من تعليق {لَنَنْزِعَنَّ} لأنّ النّزع فعل علاجىّ، وإنما يعلّق أفعال العلم والشّكّ، واعتذر بعضهم ليونس، فقال: إنّ النّزع قد يكون بالقول.

والقول الآخر فى رفعها قول الخليل، وهو ارتفاعها على الحكاية، فأيّهم مبتدأ وأشدّ خبره، وتقديره عنده: ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعة الذى من أجل عتوّه يقال:

أيّ هؤلاء أشدّ عتيّا، ومثل ذلك عنده قول الشاعر (?):

ولقد أبيت من الفتاة بمنزل … فأبيت لا حرج ولا محروم

وهذا عند سيبويه مرفوع بلا، وهى المشبّهة بليس، وخبرها محذوف تقديره:

/لا حرج ولا محروم فى مكاني، والجملة خبر أبيت، والياء التى فى مكانى هى العائد من الجملة إلى اسم أبيت، ومن جعله حكاية فخبر أبيت محذوف عنده، وهو المقدّر فى قوله: فأبيت بمنزلة الذى يقال له: لا حرج ولا محروم، قال أبو بكر بن السّرّاج، وذكر المذاهب الثلاثة فى الآية: «وأنا أستبعد بناء «أيّ» مضافة، وكانت مفردة أحقّ بالبناء، وما أحسب الذين رفعوا أرادوا إلاّ الحكاية (?)»، يعنى من رفعها من العرب إذا حذف المبتدأ من صلتها.

وممّا خالفت (?) فيه «أيّ» أخواتها الموصولات حسن حذف المبتدأ من صلتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015