قدّمته لم يجز فيه الرفع، لأن البدل تابع فلا يكون من قبل المتبوع.
وإنما جاز للحال أن تجيء غير مشتقّة؛ لأن الخبر نفسه قد جاء غير مشتقّ، فى نحو: زيد غلامنا، وبكر أخو جعفر، وإذا جاز ذلك فى الخبر جاز فى الفضلة على الخبر، فمن ذلك فى التنزيل: {هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً} (?) أى علامة لصدقي، وجاء فى الشعر لأبى الصّلت الثقفىّ:
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا … فى رأس غمدان ذارا منك محلالا (?)
نصب «دارا» على الحال من رأس غمدان، قصر بصنعاء، وجاز ذلك لأن الدار منزل، ومن هذا قول المتنبّى (?).
بدت قمرا وماست خوط بان … وفاحت عنبرا وزنت غزالا
الميس والميسان: مشي فيه تبختر وتهاد.
والخوط: الغصن.
والرّنوّ: النّظر، يقال: رنا، إذا مدّ بصره.
ونصب «قمرا وخوط بان وعنبرا وغزالا» على الحال، ويتأوّل فيهنّ الاشتقاق، فيحملن على قولنا: بدت مشرقة، وماست متثنّية، وفاحت طيّبة، ورنت مليحة، ونظير هذا البيت قول آخر (?):