يقولوا: السّحر، إلى قولهم: سحر، ووجه تعريفه أن المراد به سحر يوم معيّن؛ وشبيه به سبحان، في قول الأعشى:

أقول لمّا جاءنى فخره … سبحان من علقمة الفاخر (?)

لم يصرفه لأن فيه الألف والنون زائدين، وأنه علم للتسبيح، فإن نكّرته صرفته، كما قال أمية بن أبى الصّلت:

سبحانه ثم سبحانا يعود له … وقبلنا سبّح الجوديّ والجمد (?)

وكذلك إن أردت سحرا من الأسحار صرفته، كما جاء فى التنزيل: {إِلاّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ} (?).

وأمّا امتناعه من التصرّف فلأنه عدل من غير جهة العدل، فألزم النصب على الظرف، وذلك أن جهة العدل أن تعدل صيغة/عن صيغة مخالفة لها فى الزّنة، كعدل عمر عن عامر، وحذام وقطام عن حاذمة وقاطمة، وأحاد وثناء عن واحد واثنين، وأخر عن آخر من كذا.

والقسم الثالث: وهو الذى ينصرف ولا يتصرّف: أسماء (?) أوقات ألزموها الظرفيّة فلم يرفعوها ولم يجرّوها، وهى: صباح وعشاء وضحوة وعتمة، تقول:

خرجت عتمة، وخرج زيد ضحوة وعشاء، إذا أردت ضحوة يومك أو يوم غيره بعينه، وكذلك تريد عتمة ليلتك أو ليلة بعينها، فلو رفعت شيئا من هذا أو خفضته فقلت: سير عليه عتمة أو ضحوة، أو خرجت فى عتمة، لم يجز؛ لأنهم لم يرفعوه ولم يجرّوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015