فممّا دخلت الفاء فى خبره مع عمل «إنّ» فيه، الموصول فى قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اِسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} (?) وفى قوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ} (?) وفى قوله: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} (?).
والوجه الثانى في قوله: {وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} فى قول بعض البغداديّين: أن تكون (?) «ما» شرطيّة، والفعل الذى هو الشرط مضمر، والتقدير:
ما يكن بكم من نعمة فمن الله، واستشهد بقول الشاعر (?):
إن العقل فى أموالنا لا نضق به … ذراعا وإن صبرا فنصبر للصّبر
أراد: إن يكن العقل، أى إن تكن الدّية، وقوله: «وإن صبرا» أى وإن نصبر صبرا، بمعنى نحبس حبسا، ومنه قوله تعالى: {وَاِصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} (?) ومنه قول عنترة: