وأمّا من قرأ: {ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ} خبرا، فما موصولة بمعنى الذى، و {جِئْتُمْ بِهِ} صلتها، وموضعها رفع بالابتداء، والسّحر خبرها.

قال أبو على: ويقوّى هذا الوجه أنّ فى حرف عبد الله: «ما جئتم به سحر» (?) قال: وزعموا أنّ إلحاق الهمزة فى {السِّحْرَ} قراءة مجاهد وأصحابه (?).

وأمّا قوله: {قالُوا يا مُوسَى اِجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ} (?) فالتقدير: اجعل لنا إلها مثل التى هى لهم آلهة، وحذف المبتدأ من الصّلة كما حذف فى قوله تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ} (?) أى هو الذى هو فى السّماء إله، لا بدّ من هذا التقدير؛ لأنك إن حكمت بأنّ قوله {إِلهٌ} مبتدأ و {فِي السَّماءِ} خبره، لم يكن في الجملة عائد على {الَّذِي} ومثله حذف المبتدأ العائد على الذي، فى قراءة من قرأ: {تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} (?) برفع {أَحْسَنَ} التقدير: الذى هو أحسن، ومثله قراءة رؤبة: {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً} (?) برفع {بَعُوضَةً} فالتقدير: أن يضرب الذى هو بعوضة مثلا، وعلى هذا حمل الأخفش قول الشاعر (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015