وقال آخر (?):
فتلك ولاة السّوء قد طال عهدها … فحتّام حتّام العناء المطوّل
وإنما يستفهمون ب «ما» عن غير ذوى العقل (?) من الحيوان وغيره، فإذا قال: ما معك؟ قلت: فرس أو جمل أو ثوب أو دينار، أو نحو ذلك، وقد يستفهمون بها عن صفات ذوى العقل، نحو أن يقول: من عندك؟ فتقول: زيد، فلا يعرفه باسمه فيقول: وما زيد؟ فتقول: شابّ عطّار، أو شيخ بزّاز، أو كهل تميميّ، أو نحو ذلك، كما جاء فى التنزيل: {قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ} (?).
وقال بعض النحويّين: إنها قد تجيء بمعنى «من» واستشهد بقوله تعالى:
{فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} (?) قال: المعنى: فمن يكذّبك؟ لأن التكذيب لا يكون إلاّ من الآدميّين، واستشهد أيضا بما حكاه أبو زيد عن العرب، فى «ما» الخبرية:
«سبحان ما سخّركنّ لنا (?)».
والثالث: كونها خبريّة، تلزمها الصّلة، فتأتى بمعنى الذى أو التى أو الذين،