ولا شجاع، بالرفع على إضمار «هو» قال: وقبيح أن تقول: لا كريم أو لا كريم، وتسكت، وربّما جاء فى الشعر بغير تكرير، وأنشد:
وأنت امرؤ منّا خلقت لغيرنا … حياتك لا نفع وموتك فاجع (?)
ومذهب البصريّين أنّ العامل فى المجرور من قولهم: غضبت من لا شيء ونحوه هو الجارّ، تخطّى «لا» إلى العمل فيما بعدها، وأنّ «لا» حرف وإن أدّت معنى «غير».
قال أبو سعيد، فى شرح الكتاب: دخلت «لا» مكان «غير» فى قولك غضبت من لا شيء، و «لا» حرف فلا يقع عليه حرف الخفض، فوقع حرف الخفض على ما بعد «لا» وعلى هذا: «ما كان إلاّ كلا شيء» أى كغير شيء، وقال سيبويه فى قول جرير:
ما بال جهلك بعد الحلم والدّين … وقد علاك مشيب حين لا حين (?)
إنما هو: حين حين، و «لا» بمنزلة «ما» إذا ألغيت.
والعاشر: أنهم زادوها توكيدا للكلام، كزيادتها (?) فى قوله تعالى: {لِئَلاّ يَعْلَمَ}