والماضى كقولك: لا فضّ الله فاك، ولا شلّت (?) يداك، ولا غفر الله له، وكقول ابن الرّقيّات (?):

لا بارك الله فى الغوانى هل … يصبحن إلاّ لهنّ مطّلب

والخامس: أنهم نفوا بها الأفعال المستقبلة والحاضرة، فإذا قال: سيفعل أو سوف يفعل، قلت: لا يفعل، ومن ذلك قوله: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ} (?) فهذا مستقبل محض؛ لأنه جزاء، ومثله: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ/قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (?) وإذا قال: زيد يكتب الآن، قلت: لا يكتب، فنفيت الحاضر، والنّفي بها يتناول فعل المتكلّم وفعل المخاطب، كما يتناول فعل الغائب، فتناوله لفعل المتكلّم، كقولك:

لا أخرج اليوم، ولا نسافر غدا، ومثله قوله: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} (?).

وفعل المخاطب كقولك: إنك لا تزورنا، ومثله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى} (?) وقوله: {فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ} (?) ومنه قراءة ابن عامر: {وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (?) بتخفيف النون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015