فهى بمنزلة اللام فى قول الله تعالى: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} (?) في أحد (?) القولين، ومثلها اللام فى قول المتنبّى (?):
لسريّ لباسه خشن القط … ن ومروىّ مرو لبس القرود
أراد: اعجبوا لسريّ.
وقد أقاموا «من» مقام لام العلّة، كقوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذلِكَ/كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ} (?) وكقوله: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ} (?) وكذلك الباء جاءت بمعنى اللام فى قوله: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ} (?).
هززت له الحسام فخلت أنّى … هززت به لدى الظّلماء فجرا
وجدت له بجائشة رآها … لما صدقته أمضى منه أمرا (?)
أراد بضربة جائشة، فحذف الموصوف، كما جاء فى التنزيل: {أَنِ اِعْمَلْ سابِغاتٍ} (?) حذف دروعا، كما حذف الملّة أو الأمّة، فى قوله: {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (?).