المرأة، وإن لم يجز عندهم: قام المرأة، إلاّ مع الفصل فى الشّعر؛ لأن المرأة فى قولهم: نعم المرأة، واقعة على الجنس وقوع الإنسان على الناس، فى قوله تعالى:
{وَإِنّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها} (?) وقوله: {إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً} (?) ألا ترى أنه قال بعد فى الآية الأولى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ} وقال فى الآية الثانية: {إِلاَّ الْمُصَلِّينَ} ولو قلت: قام زيد إلاّ إخوتك، كان محالا؛ لأن حدّ الاستثناء عكس هذا.
وإذا كان ما يرتفع بنعم وبئس واقعا على الفريقين، وكان التقدير فى قولنا: نعم الرجل زيد، وبئس الغلام خالد: زيد محمود فى الرجال، وخالد مذموم فى الغلمان، فمعلوم أن أسماء الأجناس والجموع تذكّر أفعالهما وتؤنّث، كما جاء فى آية {إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ} (?) وفى أخرى: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ} (?) وجاء فى وصف اسم الجمع:
{كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} (?)، و {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ} (?) فذكّر فعل الجمع وأنّث، وذكّرت صفة [اسم (?)] الجنس وأنّثت، فنعم المرأة إذن بمنزلة {وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} (?) ونعمت المرأة بمنزلة قول الشاعر:
آمت نساء بنى أميّة منهم … وبناتهم بمضيعة أيتام (?)