يا أيّها الذّكر الذى قد سؤتنى … وفضحتنى وطردت أمّ عياليا (?)

وكقول الآخر (?):

ألا أيّ هذا المنزل الدارس الذى … كأنّك لم يعهد بك الحيّ عاهد

ونظير ذلك عود ضمير المتكلّم إلى الموصول إذا أوقع الموصول خبرا عن ضمير متكلّم، كقول أمير المؤمنين عليه السلام:

أنا الذى سمّتن أمّى حيدره (?)

فهذا أحد الأمرين اللذين حسن لهما حذف المنادى.

والثانى: أن النداء يصحب فى الأكثر الأغلب الأمر، وما جرى مجراه من الطّلب والنّهى، فلذلك قلّ فى القرآن نداء لا تصحبه جملة أمريّة أو نهييّة، فاتسعت مصاحبته للأمر والنهى جدّا، كقوله: {يا أَيُّهَا النّاسُ اُعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (?) و {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ} (?) و {يا عِبادِ فَاتَّقُونِ} (?) {وَيا قَوْمِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} (?) و {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} (?) و {يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ} (?) و {يا هامانُ اِبْنِ لِي صَرْحاً} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015