على «نعم وبئس» ليس بحجّة يستند إليها، ولا يعوّل عليها.
وأمّا احتجاجهم بقول العرب: «يا نعم المولى ويا نعم النصير» فالقول فيه أن المقصود بالنداء محذوف للعلم به، فالتقدير: يا الله نعم المولى ونعم النصير أنت، فحذفوا المنادى، إذ كان حرف النداء دليلا عليه، كما حذفوا حرف النداء لدلالة المنادى عليه فى نحو:
أوفى على الماء كعب ثم قيل له … رد كعب إنّك ورّاد فما وردا (?)
أراد: يا كعب، ومثله فى التنزيل: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} (?) و {فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي} (?).
ومثل قولهم: «يا نعم المولى» فى إيلاء حرف النّداء الفعل قول ذى الرمة (?):
/ألا يا اسلمى يا دارميّ على البلى … ولا زال منهلاّ بجرعائك القطر
وقول الآخر (?):
ألا يا اسلمى يا هند هند بنى بدر … وإن كان حيّانا عدى آخر الدّهر
أراد: ألا يا هذه اسلمى، ومثله للنّمر بن تولب (?):
*فقالت ألا يا اسمع أجبك بخطّة*