مهما لي الليلة مهما ليه ... أودى بنعلي وسر باليه (?)

يجوز أن يكون "مه" من قوله: مهما لي الليلة، اسم فعل من قولهم: مه، أي: اسكت واكفف عما أنت فيه من اللوم وشبهه. كأنه يخاطب لائما على ما رآه من الوله. ثم قال: ما لي الليلة؟ تعظيما للحال التي أصابته والشدة التي أدركته. ثم ذكر الأمر الذي يحقق تعظيم الأمر فقال: أودى بنعلي وسر باليه، يعني: ذهب بنعلي وسرباليه، كقوله تعالى: {هلك عني سلطانيه} (?). وإذا ذهب عنه نعله وسرباله وضلا (?) دل على أن حاله بلغت مبلغا أذهلته عما لا يذهل متيقظ عن مثله. وصورة الاستفهام للتعظيم. ثم يجيء ما يحقق ذلك التعظيم بجملة أخرى بعد ذلك من فصيح كلام العرب وبديعه. قال لله تعالى: {الحاقة. ما الحاقة. ما أدراك ما الحاقة} (?)، ثم قال: {كذبت ثمود} (?)، وقال: {القارعة. ما القارعة} (?)، ثم قال: {يوم يكون الناس} (?)، ذلك كثير ويجوز أن يكون "مهما" أصله: ماما، كررت ما الاستفهامية للتأكيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015