وقد قال في آخر الفصل: "وتنكير ذي الحال قبيح إلا إذا قمت عليه" (?). فلا يجمع بين الكلامين إلا بما ذكرناه.
وقوله: "أنا فلان بطلا شجاعاً وكريماً جواداً". إنما يريد إذا اشتهر الشخص بهذه الصفات فحينئذ تأتي مؤكدة لأنه ذلك الشخص، ولذلك قال: "فتحقق ما أنت متسم به وما هو ثابت لك في نفسك".
وقوله: "زيد أبوك منطلقاً أو أخوك أحلت" (?). لا يستقيم أن يكون حالاً لا مقيدة ولا مؤكدة. أما المؤكدة فلا يستقيم إذ لا نسبة بين الانطلاق وبين الأبوة في التقدير والتحقيق. ولا يستقيم أن تكون مقيدة لاستحالة المعنى، إذ يصير المعنى (?): أبوك في حال كونه منطلقاً، فلا تجوز إلا إذا أردت التبني والصداقة، لأن المعنى: يرجع زيد مثل أبيك. وكونه مثله يقبل التقييد، فجاء التقييد للمماثلة، فيكون قد أخبر بأنه مماثل لأبيه في حال الانطلاق خاصة، ولا يكون من هذا الباب، وكذلك أخوك.
قال: "والجملة تقع حالاً". قد تقدم (?) أن الجمل نكرات فيصح وقوعها أحوالاً. ولا تخلو من أن تكون اسمية أو فعلية. فالاسمية بالواو على المختار، إلا أن لا يكون فيها ضمير فيجب إثبات الواو، ولما التزم إثبات الواو مطلقاً، جعل: "فوه إلى في" شاذا (?). وتأول: لقيته عليه جبة وشي، وجعل "عليه" هو الحال،