ومن ذلك أيضا موقف عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول مع أبيه - رأس النفاق - روى البخارى ومسلم - رحمهما الله - واللفظ لمسلم عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنه - قال: كنا غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصارى: يا للأنصار، وقال المهاجرى: يا للمهاجرين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما بال دعوى الجاهلية"؟ قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال: "دعوها إنها منتنة" فسمعها عبد الله بن أُبى فقال: قد فعلوها، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل، قال عمر: دعنى أضرب عنق هذا المنافق، قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه".

قال محمد ابن اسحاق: عن عاصم بن عمرو بن قتادة: أن عبد الله بن عبد الله بن أُبى لما بلغه ما كان من أبيه أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله، إنه بلغنى أنك تريد قتل عبد الله بن أُبى فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلا فمرنى به، فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالديه منى، إنى أخشى أن تأمر به غيرى فيقتله، فلا تدعنى نفسى أنظر إلى قاتل عبد الله بن أُبى يمشى فى الناس فأقتله، فأقتل مؤمنا بكافر، فأدخل النار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقى معنا"

وذكر عكرمة وغيره: أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة، وقف عبد الله بن عبد الله بن أُبى بن سلول على باب المدينة، واستل سيفه، فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه عبد الله بن أُبى قال له ابنه: وراءك، فقال: مالك ويلك؟!!!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015