وفي الحديث: عن عدي بن حاتم حين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم؟ فقال: (بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم) (?) . قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسيرها: إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا.

(4) شرك المحبة: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ { (?) [سورة البقرة: 165] .

وأما النفاق: فمنه ما هو مخرج من الملة، وهذا هو النفاق الأكبر وفيه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:

(والنفاق منه ما هو أكبر، يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبد الله بن أبي وغيره، بأن يظهر تكذيب الرسول، أو جحود بعض ما جاء به، أو بعضه، أو عدم اعتقاد وجوب اتباعه، أو المسرة بانخفاض دينه، أو المساءة بظهور دينه، ونحو ذلك مما لا يكون صاحبه إلا عدواً لله ورسوله) (?) . ومنه ما هو نفاق أصغر وهو الرياء وقد سبق عليه الكلام.

وأما الردة: فهي الكفر بعد الإيمان فمن قال الكفر أو فعله أو رضي به مختاراً كفر، وإن كان مع ذلك يبغض بقلبه، وبهذا قال علماء السنة والحديث، وذكروا ذلك في كتبهم فقالوا: إن المرتد هو الذي يكفر بعد إسلامه إما نطقاً، وإما فعلا وإما اعتقاداً. وقرروا أن من قال الكفر كفر وإن لم يعتقده ولم يعمل به إذا لم يكن مكرهاً.

وكذلك إذا فعل الكفر كفر وإن لم يعتقده ولا نطق به، وكذلك إذا شرح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015