والمقصودُ منها الفراسةُ الطبيعيةُ، التي يستدل بها من الشكل، كشكل الوجه، على بعض ما خَفِيَ من الصفات.

يقول مثلاً: هذا عيناه حادتانِ، وهو دليلٌ على قوة الذكاء.

وهذا عيناه باردتانِ، وهو دليلٌ على الغباء.

وهذا مِشْيَتُهُ تدلُّ على أنه مستعجلٌ في أموره.

وهذا شكل جبهته تدلُّ على كذا.

يقول هذا عن طريقِ الفراسةِ من دونِ أن يكون قد خالط هؤلاء.

وهذا العلمُ موجودٌ قديمًا في الناس، ومنه ما هو صوابٌ ومنه ما هو غَلَطٌ.

و" الشافعيُّ " - رحمه الله - تعاطاه.

قال: " خَرَجْتُ إلى اليَمَنِ في طلب كتُبِ الفراسةِ، حتى كَتَبْتُها وجَمَعْتُها، ثم لَمَّا حَانَ انْصِرافي، مررتُ على رجلٍ في طريقي، وهو مُحْتَبٍ بِفِنَاءِ دارِه، أزرقُ العينينِ، ناتِئُ الجبهةِ، سِنَاطٌ (?) . . فقلت له: هلْ من مَنْزِلٍ؟ فقال: نعم.

(قال الشافعيُّ) : وهذا النعتُ أَخْبَثُ ما يكونُ في الفِراسةِ، فأنْزَلني فرأيْتُ أكْرَمَ رجلٍ. بَعَثَ إليَّ بِعَشَاءٍ وطِيبٍ، وعَلَفٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015