مضى سلف في خدمة النعل صالح ... فكن خَلَفاً فيما تعاطوه لا خَلْفا

رأوا تلك في الدنيا الدنية قربة ... إلى الله في الأخرى مقربةً زلْفى

أرى الشعراء الهائمين تشببوا ... بذكر المحاكي من يحبونه وصفا

يُذيعون ذكر البان والحقف ذي النقي ... ويطرون ذات الخشف بالقول والخشفا

فها أنا في تمثال نعليك سيدي ... مضيت على التحقيق في الوصف كالأشفا

وإني وتوصافي بديع حلاهما ... كمن همَّ بالبحرين يفنيهما غرفا

موازي ترابَ النعل بالتبر سائمٌ ... جبال شروري السمَّ أن تزن الزفا

أيا من سَقَتْ ألفاً ظماء بنانهُ ... كما وهبت ألفاً كما هزمت ألفا

يد سميت في فادح الفقر راحة ... كما سميت في كفها للعدى كفا

ومن قام في الإسراء والحشرِ خلَفه ... نبيؤ إله الحق كلهم صفا

نبي وقانا صرفيِ الدهر يمنه ... فها نحن لا أزلا نخاف ولا عنفا

له مكنة في علم كل خبيئة ... يقيناً ولم يخطط على مُهْرَقٍ حرفا

تناهي إليه علم ما كان أودعت ... بنات لبيدٍ بيرَ ذروان والجفا

وما في ذراع الشاة مما تعمدت ... يهود ولكن ما أعفّ وما أعفا

وما ملكوت العرش عنه مغيباً ... يعاينه والعين نائمة كشفا

يجوز عليه النوم شرعا وما سهى ... له قلبه اليقظان قط وما أغفا

وما أرضة البيت الحرام تعقبت ... كتاب قريش إذ نفت كل ما ينفي

لمولدك الميمون آيٌ شهيرةٌ ... شفت غُلَّةَ الراوين من قولها الشفا

وفيما رأت عينا حليمة مذ رأت ... تبنيك هو إلا حظي شفاء من استشفى

ولو لم يجبك البدر لما دعوتهُ ... لما شئت لم ينفكُّ نصفين أو نصفا

ولم تك أمّ المؤمنين وإن سخت ... لتفنى لولا كيلها ما على الرفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015