وما ظنُّوا لعَظمٍ جابروه ... كُسارى بعد هيْضتهِ انحيارا

وقالوا إنّ للفُرْسِ انتهازاً ... وثاروا كي ينالوا منه ثارا

ولم أعرفْ وسوفَ ترون عمَّا ... قليلٍ صُبحَ ليلِكُمُ استنارا

مهىً حورَ المدامع عاطفات ... تخوصُ بها القراقيرُ البحارا

إذا التفتت لجانبها تلافت ... حِذارَ الموج لوْحاً أو دسارا

لئن كانت مراكبها المهارى ... وإن كانت مراودها القفارا

تلطُمها العلوجُ على خدودٍ ... كسى ألوانَها الفزَعُ اصفرارا

يدرنَ لهم عيوناً حائراتٍ ... يغَرّقُ فيْضُ عبرتها احورارا

فلاهم يرحمون لها بكاءً ... ولا يخشونَ أن تجد اقتدارا

وحَلوْها خلاخل من قيود ... وقد كانت لجيناً أو نضارا

وأغلالاً بأجيادٍ وأيدٍ ... تعوَّدتِ القِلادةَ والسوارا

تُكلفُها بناتُ الرُّوم قسراً ... بخدمتها رواحاً وابتكارا

وكانت كلَّما مشَتِ الهُوينا ... لكسر البيتِ تنبهر انبهارا

فيشددْنَ الحبالَ بكل خصرِ ... رقيقُ الرَّيطِ كان له إزارا

ويحملنَ الجذوعَ على رؤوسٍ ... غدائرها تضلُّ بها المدارى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015