تصرَّفت الهوجاء فينا على عَمًى ... فلا غرض تبغيه فيما تصرف

وما ذاك إلا أنها جد كلبة ... وما طبعت إلا على الكلب تصرفُ

يبشُّ محياها إلى كل ناقص ... وتعْبِس في وجه الكريم وتصدفُ

وليس يفي فيما يفيدُ سرُورها ... بأحْزانها فيما تبيد وتتلفُ

فلا ترضها جمعاَء كتعاء جملةً ... تحلّةَ ما تولى عليه وتحلفُ

ولا دار سكنى وهي قصرٌ مُشَيَّدٌ ... فكيف وهذا قاعُهَا وهي صفصفُ

وما الزهدُ في إلغَائها وهي علقمٌ ... زعاقٌ ولكن وهْيَ صهباء قرقفُ

مضت غير ما سوف على زَرَجُونها ... ولكن على مثل ابن يوسف يؤسف

فتانا ومفتينا المصيب وشيخنا ... ونبراسنا فيما يهم ويسدف

يعاين أعقاب الأمور فراسة ... إياسيه تلقى إليه وتهتفُ

وتسمع عنه بالعجيب وما ترى ... بأحسن مما كان يروى وأظرفُ

تهم قلوب الحاسدين بغمصه ... فتسبقهم أفواههم فتشرِّفُ

بصيرٌ بحل المشكلات كأنما ... يكاشف عن أسرارها ثم يكشفُ

حكيمٌ تلاشى فيه سَحبان وائلٍ ... وقس وأفعى الجرهمي وقِلطفُ

ورسْطا وقسْطا وابن سينا وهُرْمِسٌ ... وإقليدس ذو الجوسقين وأسقفُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015