فإمَّا تَرَيْني خمّرَ الشَّيْبُ لِمَتي ... وأصْبَحْتُ نِضْواً عنْ شبابٍ مُبَهَّج
فيارُبّ يومٍ قدْ رصدتُ ظَعَائِنَا ... بأبْطح بَرْثٍ بيْنَ قُوزٍ وَحَشْرَج
ظعائنُ بيضٌ قَدْ غَنِينَ بنَضرَةٍ ... ترُوقُ على غَضّ النضيرِ المُبَهَّج
طعائنُ يَنْميها إلى فَرَعِ العُلا ... لعامرِ يَعْلى كل أَزْهَرَ أَبْلَج
عليها سُموطٌ منْ محالٍ مُلوَّبٍ ... مِنَ التِّبْرِ أو مِنْ لُؤْلُؤٍ وزبرْدَج
يُفَصّلُ بالمَرْجانِ والشّذْرِ بَيْنَهُ ... وَقَدْ غَصَّ مِنها كلُّ حِجْل ودُمْلج
ظعائنُ لم تألَفْ عَصِيداً ولم تَبِتْ ... سَوَاهِرَ ليلِ الجرْجسِ المُتَهزّج
ولكنْ غِذَاها رِسْلُ عُوذٍ بَهَازِرٍ ... مُوَرَّثةٍ منْ كلّ كَوْماَء ضِمْعج