ثم قال: سنح لي وقوي بعد تمعّن احتمال قوله - تعالى -: {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (البقرة: من الآية 238) بعد قوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ} (البقرة: من الآية 238) لأن يكون إرشادًا وأمرًا بالمحافظة على أداء الصلاة أداءً متوسّطًا، لا طويلا مُملا، ولا قصيرًا مُخلا، أي: والصلاة المتوسطة بين الطول والقصر، ويؤيّده الأحاديث المرويَّة عنه، صلى الله عليه وسلم في ذلك قولا وفعلا.

ثم مرَّ بي في القاموس حكاية هذا قولا، حيث ساق في مادة (وسط) الأقوال في الآية، ومنها قوله: أو المتوسّطة بين الطّول والقصر، قال شارحه الزّبيدي. وهذا القول ردّه أبو حيّان في البحر.

ثم سنح لي احتمال وجه آخر، وهو أن يكون قوله: {وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (البقرة: من الآية 238) أريد به توصيف الصَّلاة المأمور بالمحافظة عليها بأنَّها فُضلى، أي ذات فضل عظيم عند الله، فالوسطى بمعنى الفُضلى من قولهم للأفضل: الأوسط (?) .

4- أما رشيد رضا فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015