وقفة مع سورة الفاتحة

أجد خير بداية لبيان المنهج القرآني في تقرير الوسطيَّة أن أقف مع أمّ الكتاب، حيث إنها من أولها إلى آخرها تقرّر هذه الحقيقة وتؤكدها.

ولكن أبرز آية فيها ناطقة بذلك هي قوله - تعالى - {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة:6) . وما بعدها.

وهذه الآية صريحة في تحديد المنهج الوسط، ذلك أنّه بيّن أن هذا الصرّاط هو صراط الذين أنعم الله عليهم.

قال الطبري: أجمعت الأمَّة من أهل التأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريقُ الواضحُ الذي لا اعوجاج فيه، وكذلك ذلك في لغة جميع العرب، فمن ذلك قول جرير الخطفي:

أمير المؤمنين على صراطٍ ... إذا اعوج الموارد مستقيم

قال ابن عباس:

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة:6) يقول: ألهمنا الطّريق الهادي، وهو دين الله الذي لا عَوَجَ له (?) .

ثم قال: وكلّ حائد عن قصد السّبيل وسالك غير المنهج القويم فضالٌّ عند العرب، لإضلاله وجه الطّريق (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015