ووصل من رحمته، صلى الله عليه وسلم وتيسيره على أمّته وكرهه للمشقَّة عليهم ما يفيده هذا الحديث الذي رواه أبو قتادة، حيث قال، صلى الله عليه وسلم «إنّي لأقوم إلى الصّلاة وأنا أريد أن أطوّل فيها فأسمع بكاء الصّبي فأتجوّز كراهية أن أشقّ على أمّه» (?) .
ومن أساليبه في ذلك نهيه، صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن أعمال تؤدي إلى المشقَّة والعسر:
«فقد جاء رجل إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي لأتأخرّ عن صلاة الصّبح من أجل فلان مما يطيل بنا» قال أبو مسعود الأنصاري راوي الحديث: فما رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قطّ أشدّ ممّا غضب يومئذ، فقال: «أيّها الناس إن منكم منفّرين، فأيّكم أمَّ النّاس فليوجز، فإنَّ من ورائه الكبير، والضعيف، وذا الحاجة» (?) .
«ودخل مرَّة المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ فقالوا: حبل لزينب، فإذا فترت تعلَّقت به، فقال، صلى الله عليه وسلم حلّوه، ليصلّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد» (?) .