المبحث الأول أقوال المفسرين في (أمة وسطا)

الفصل الثاني العدل

المبحث الأول

أقوال المفسرين في (أمة وسطا)

أما العدل فقد صح فيه الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث فسر قوله تعالى: (أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143]، بقوله: عدولا، وذلك في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري، حيث قال -رضي الله عنه-: "الوسط العدل" (?)، وفي رواية الطبري: قال: (أُمَّةً وَسَطًا) عدولا (?).

وقال القرطبي -رحمه الله-:: الوسط: العدل، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها، ثم قال: قال علماؤنا: أنبأنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه بما أنعم علينا من تفضيله لنا باسم العدالة، وتولية الشهادة على جميع خلقه فجعلنا أولا مكانا، وكنا آخرًا زمانا كما قال -عليه السلام-: "نحن الآخرون والأولون" (?)، وهذا دليل على أنه لا يشهد إلا العدول، ولا ينفذ قول الغير على الغير إلا أن يكون عدلا" (?).

ومما يدل على أن العدل من ملامح الوسطية قول الطبري -رحمه الله-: وأما التأويل فإنه جاء بأن الوسط العدل، وذلك معنى الخيار، لأن الخيار من الناس عدولهم (?) ثم ساق الأدلة من السنة وأقوال السلف في ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015