وشره" (?). فحصل لهذه الأمة المحمدية من الإيمان بجميع الرسل، وجميع الكتب ما لم يحصل لغيرها باعتبار ما يأتي:

1 - أن هذه الأمة هي آخر الأمم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نحن الآخرون السابقون .. " (?)، وقال في حديث آخر: "نكمل اليوم سبعين أمة نحن آخرها وخيرها" (?). وفي حديث آخر: "نحن آخر الأمم وأول من يحاسب" (?)، فآمنت بجميع الرسل والكتب التي قبلها، مع إيمانها برسولها الخاتم، وكتابها المهيمن على جميع الكتب، ولم يقع ذلك إلا لها، فحق لها أن تكون خير الأمم، لأنها جمعت خير ما عندهم من الإيمان بالكتب والرسل.

2 - أن كثيرًا من الأمم التي قبلها، لم تؤمن بمن كان قبلها من الرسل والكتب، بل كذبوا وكفروا بهم، وهذا الوجه وإن جاء في الآية تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمعنى اختلف المفسرون في تحديده (?)، إلا أنه باتفاق الجميع هو الأساس التي يبني عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا لم يكن ثمة إيمان على أساسه يتصور المعروف فيؤمر به، والمنكر فينهى عنه، فليس هناك أمر بمعروف ولا نهي عن منكر بالمعنى الشرعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015